كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 32)

الشارع واحدًا منهما بل بين فضلهما، ولم (يتهمهما) (¬1)، ولم يعتبر عمر - رضي الله عنه - بهذا القول في سعد وعزله حين قذفه أهل الكوفة بما هو بريء منه (¬2).
فالجواب: أن عمر- رضي الله عنه - لم يعلم من مغيب أمر سعد ما علمه الشارع من مغيب أمر زيد وأسامة، وإنما قال عمر لسعد حين ذكر أن صلاته تشبه صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ذاك الظن بك. ولم يقطع على ذلك كما قطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمر زيد أنه خليق للإمارة، وقال في أسامة: "إنه لمن أحب الناس" ولا يجوز أن يحب الشارع إلا من أحبه الله ومن لا يسوغ فيه العيب والنقص.
ويحتمل أن يكون الطاعنون في أسامة وأبيه من استصغر سنه على من قدم عليه من مشيخة الصحابة، وذلك جهل ممن ظنه، ويحتمل أن يكون الطعن من المنافقين الذين كانوا يطعنون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقبحون آثاره وآراءه، وقد وصف الله أنه من اتهم الرسول في قضاياه أنه غير مؤمن؛ بقوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ} [النساء: 65] الآية (¬3).
¬__________
(¬1) في الأصل: (ينههما) والمثبت من"شرح بن بطال" وهو أنسب على أن محققه إشار إلى أنه في نسخة كما في الأصل عندنا.
(¬2) سلفت قصتهما في حديث رقم (755) كتاب: الأذان. باب: وجوب القراءة للإمام المأموم.
(¬3) انظر: "شرح ابن بطال" وكل شرح الباب هو كلام المهلب.

الصفحة 552