كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 32)

فذكر أنه قال وقالوا. فقال عمر - رضي الله عنه -: قد رأيت، وسنشير عليك أما ما ذكرت من أن تنزع منهم الكراع والحلقة فنعم ما رأيت، وأما ما ذكرت من أن يودوا قتلانا وقتلاهم في النار، فإن قتلانا قُتلت على أمر الله [فليس] (¬1) لها ديات (¬2)، فتابع الناس على (قيل) (¬3) عمر - رضي الله عنه - (¬4).
فصل:
قوله - عليه السلام -: "ذلك لو كان وأنا حي .. ". إلى آخره كأنها فهمت من قوله تمنى الموت لها، وقولها: معرسًا ببعض أزواجه: أخذتها الغيرة؛ لأنها كانت تحب قربه.
وقوله: "أو يتمنى المتمنون". يريد والله أعلم تتمنوا غير خلافة أبي بكر.
وقوله: (لا يحملها حيًّا ولا ميتًا) (¬5). أي: لا أجمع بينهما بأن أتحملها حيًّا وأغتر فأتحملها ميتًا.
فصل:
ومبادرة الفاروق صبيحة اليوم الذي توفي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتقديم الصديق؛ لأنه أهم الأمور بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبه يحسن حال المسلمين ويرتفع الحرج بينهم.
وقوله: (قد جعل الله بين أظهركم نورًا). يعني: القرآن.
وقوله: (وإن أبا بكر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثاني اثنين). ذكر هذِه الأولى؛ لانفراده بها، وهي أعظم فضائله التي يستحق من اتصف بها
¬__________
(¬1) من "شرح ابن بطال" ولا بد منها فبدونها يفسد المعنى.
(¬2) رواه بنحوه سعيد بن منصور في "سننه" 2/ 333.
(¬3) في "شرح ابن بطال" (قول).
(¬4) "شرح ابن بطال" 8/ 286.
(¬5) كذا بالأصل، وصواب المتن (لا أتحملها حيًّا وميتًا).

الصفحة 608