كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 32)

على [حديث] (¬1) أبي زرعة عن"أبي هريرة - رضي الله عنه -: "يُهلك أمتي هذا الحي من قريش" (¬2) فإنه خلاف الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني قوله: "اسمعوا وأطيعوا". قال أبو موسى: فلما شذت لفظه عن الأحاديث المشاهير أمر بالضرب عليه (¬3).
¬__________
(¬1) ليست بالأصل.
(¬2) سلف برقم (3604) كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام.
(¬3) "خصائص المسند" ص17 وكلام الإمام أحمد مثبت في "المسند" 2/ 301 عقب هذا الحديث.
قلت: علق الشيخ أحمد شاكر على إثبات عبد الله بن الإمام أحمد للحديث في "المسند" وحكايته كلام أبيه بعده بقوله: وهو من أمانة عبد الله وشدة تحريه، فإن الإسناد صحيح لا مطعن عليه، وكونه في ظاهره مخالفًا للأمر بالسمع والطاعة ليس علة له، وما هو بالأمر بمخالفتهم والخروج عليهم، فلا ينافي السمع والطاعة. والحديث رواه الإمام بأسانيد أخر أكثرها صحيح .. "المسند" ج1/ 24 ط شاكر.
وعلق على أمر الإمام بالضرب على الحديث أثناء تعليقه على الحديث في "المسند"فقال: لعله كان احتياطًا منه رحمه الله، خشية أن يظن أن اعتزالهم يعني الخروج عليهم. وفي الخروج فساد كبير بما يتبعه من تفريق الكلمة وما فيه من شق عصا الطاعة. ولكن الواقع أن المراد بالاعتزال أن يحتاط الإنسان لدينه فلا يدخل معهم مداخل الفساد، ويربأ بدينه من الفتن. اهـ.

الصفحة 611