كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 32)

4 - باب قَوْلِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْتَ كَذَا وَكَذَا".
7231 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَد، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: أَرِقَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: «لَيْتَ رَجُلاً صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ». إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ، فقَالَ: «مَنْ ذَا». قِيلَ: سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْتُ لأَحْرُسُكَ. فَنَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى سَمِعْنَا غَطِيطَهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: قَالَ بِلاَلٌ - رضي الله عنه -:
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِى هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. [انظر: 2885 - مسلم: 2410 - فتح: 13/ 219].
ذكر حديث عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: قالت عائشة - رضي الله عنها-: أَرِقَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: "لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ". إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ، قَالَ: "مَنْ هذا؟ ". قِيلَ: سَعْدٌ. يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْتُ أَحْرُسُكَ. فَنَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى سَمِعْنَا غَطِيطَهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ بِلَالٌ:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَة ... بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -.
فيه: إباحة (ما) (¬1) تمني ما ينفع في الدنيا، قال ابن بطال: ويمكن أن يكون هذا الحديث قبل أن ينزل عليه: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] فلما سمع ذلك لم يحتج إلى حارس بعد، ويمكن أن يفعله - عليه السلام - بعد نزول الآية عليه؛ ليستن به الأمراء، ولا يضيعوا حرس
¬__________
(¬1) كذا بالأصل ولا وجه لها.

الصفحة 626