كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 32)

"خزايا": معناه أذلاء، جمع خزيان مثل: حيران وحيارى، وندامى: جمع نادم على غير قياس إتباعًا لخزايا؛ لأن فاعلًا لا يجمع على فعالي فجاء على الإتباع كقوله: "ارجعن مأزورات غير مأجورات" (¬1) ولو أفرد لقال: موزورات؛ لأنه من ذوات الواو، وقال القزاز في "جامعه": يُقال في النادم ندمان، فعلى هذا الجمع جاز على الأصل لا الإتباع.
والدباء: جمع دباءة وهي القرعة، وفي "جامع القزاز"أنها مقصورة لغة.
والحنتم: جرار خضر كانت تحمل فيها الخمر إلى المدينة، قاله أبو عبيد (¬2)، وقال ابن حبيب: الحنتم: الجر وكل ما كان من فخار أبيض أو أخضر، وأنكره بعض العلماء، وقال: الحنتم ما طلي من الفخار بالحنتم المصنوع من الزجاج وغيره، وهو يعجل الشدة في الشراب وما لم يطل فليس كذلك.
والمقير أصله النخلة، وينقر جوفها ثم (يشدخ) (¬3) فيه الرطب والبسر، ثم يدعونه حتى يهدأ ثم يمرث، وروى ابن حبيب: أن مالكًا أرخص في الحنتم، وروى القاضي أبو محمد: المنع فيه على التحريم (¬4).
والنقير اختلف قول مالك فيه بالرخصة والكراهية (¬5)، والدباء والمزفت كره مالك نبيذهما، قال ابن حبيب: والتحليل أحب إلي (¬6).
¬__________
(¬1) سبق تخريجه.
(¬2) "غريب الحديث" 1/ 305.
(¬3) في الأصل: يسرع، ولعل الصواب ما أثبتناه.
(¬4) "المنتقى" 3/ 149.
(¬5) المصدر السابق.
(¬6) السابق 3/ 148.

الصفحة 657