كتاب محاضرات في النصرانية
بطريرك الإسكندرية هو الذي يقرر أُلوهية روح القدس:
اجتمع هذا المجمع في القسطنطينية، وتذاكر المجتمعون فيمن هو أولى بالرياسة فقر رأيهم على أن تكون الرياسة لأسقف القسطنطينية، وبذلك نحى عنها رئيس كنيسة الإسكندرية. وكان لذلك أثره في نفوس تابعي تلك الكنيسة كما جاء في كتاب تاريخ القبطية. ولكن مع إبعاد ممثل كنيسة الإسكندرية عن مكان الرياسة، وموضع الزعامة الذي كان فلسفة في مجمع نيقية كان هو المقدم في المناقشة، وتقرير الرأي الذي أجمع عليه المؤتمر بعد ذلك، وهذا ما نقله ابن البطريق عنه بنصه: (قال ثيموثاوس بطريق الإسكندرية: ليس روح القدس عندنا بمعنى غير روح الله، وليس روح الله شيئاً غير حياته. فإذا قلنا أن روح القدس مخلوق، فقد قلنا أن حياته مخلوقة وإذا قلنا أن حياته مخلوقة، فقد زعمنا إنه غير حي، وإذا زعمنا إنه غير حي فقد كفرنا به، ومن كفر به وجب عليه اللعن) .
قرار المجمع يوافق رأي بطريرك الإسكندرية:
واتفقوا على لعن مقدونيوس، فلعنوه هو وأشياعه، ولعنوا البطاركة الذين يكونون بعده، ويقولون بمقالته، إذن كان الإسكندرية فضل الصدارة في القول، والقيادة في الرأي العام، وأن لم تكن لها الرياسة.
نظرة فاحصة:
ونريد أن نستطرد استطراده صغيرة عاجلة، وهي أن ننظر في تلك السلسلة الفكرية التي ساقها في شكل دليل شرطي كثرت مقدماته وكثرت تالياته، وأن نظرة سريعة فاحصة إلى الأساس الذي قامت عليه السلسلة ترينا إنه جعل روح القدس هي روح الله، وهذا لا يسلمه له مخالفه. ولا يستطيع هو أن يقيم عليه دليلاً.
أن روح القدس خلقه الله، وأتخذه ليكون رسولاً بينه وبين من يريد أن يلقى عليه وحياً من خلقه أو أمراً كونياً، فهي ليست روح الله المتعلقة
الصفحة 133
200