كتاب محاضرات في النصرانية
ولعنه أن أصر على رأيه، ودعوه ليسمع حكمهم في رأيه. ويظهر إنه عرفه قبل أن يجتمع المجمع. وإنهم مصرون على ما أعلنوه، كما إنه مصر على رأيه، فلم يجد كبير فائدة في حضور المجمع، فلم يحضر لا هو ولا بطريرك أنطاكية.
وانعقد المجمع وعدده نحو مائتين من الأساقفة، وقرروا ما نصه كما جاء في تاريخ ابن البطريق:
"أن مريم العذراء والدة الله، وأن المسيح إله حق وإنسان معروف بطبيعتين، متوحد في الأقنوم" ولقد لعنوا نسطور.
قرار المجمع والاحتجاج عليه:
فلما بلغ ذلك القرار يوحنا بطريرك أنطاكية غصب، وأحتج على المجمع، فأختلف المجتمعون على رأيين، وأصر المشرقيون على الرأي الذي أعلنه المجلس أولاً، وكتبوا صحيفة فيها "أن مريم القديسة العذراء ولدت إلهناً وربنا يسوع المسيح الذي مع أبيه في الطبيعة، ومع الناس في الناسوت والطبيعة" وأقروا بطبيعتين، ووجه واحد وأقنوم واحد، خالفهم بطريرك الإسكندرية أولاً، ولكن يقول ابن البطريق إنه وافق بعد ذلك وكتب إليهم: "أن أمانتي التي في صحيفتكم".
انتشار النسطورية في الشرق:
ولكن لم يخضع نسطور لذلك القرار. فنفى إلى مصر. ولم يندرس مذهبه بذلك النفي، ولقد وجد أرضا صالحة لها في الشرق، فلقد نهضت النسطورية في نصيين، ويقول ابن البطريق: "تكاثرت النسطورية في المشرق والعراق والموصل والفرات والجزيرة".
الصفحة 136
200