كتاب محاضرات في النصرانية
وفي مجمع خليكدونية فلا نعيد ما ذكرناه، حتى لا نقع في التكرار الممل.
والذين يقولون أن المسيح ذو طبيعية واحدة، ينقسمون إلى آسيويين وأفريقيين، ولكل قسم رياسة دينية خاصة به.
فرئيس الآسيويين هو بطريرك السريان، ومن هؤلاء الأسيويين من اعترفوا برياسة الكنيسة الكاثوليكية، فقبلهم وان استمروا على رأيهم.
ورئيس الأفريقيين هو بطريرك القبط المقيم بالقاهرة، ويتبعه في هذه الرياسة سكان الحبشة المسيحيون، فهم خاضعون لبطريرك الكنيسة القبطية، وهو يعين أسقفاً يسوسهم.
ومن الذين يعتقدون أن المسيح ذو طبيعية واحدة - ويتحدون مع الكنيسة القبطية في ذلك الاعتقاد، ولكن لهم تقاليد دينية وطقوس، ولهم بطاركة يرأسونهم، ولا يندمجون في كنيسة القبط، ولا كنيسة السريان بآسيا - الأرمن.
المارونية:
105- هم أتباع يوحنا مارون، وقد أشتهر يوحنا هذا برأيه سنة 667، ودعا إليه وشايعه بعض القسيسين فيه، ومعهم بعض من مسيحيي آسيا، وهو أن المسيح ذو طبيعتين، ولكنه ذو إرادة أو مشيئة واحدة، ومن أجل هذه النحلة الجديدة أجتمع المجمع العام السادس بمدينة القسطنطينية سنة 680 من بعد الميلاد، وقرر حرمان مارون، ولعنه وتكفيره وكل من يذهب مذهبه، وينتحل نحلته، وقد أشرنا إلى ذلك المجمع، ونقلنا لك قراره في المذهب، فلا نعيد نقله.
ويظهر أن المنتحلين لهذا الرأي لم يكونوا ذوي شوكة وقوة حتى يكونوا بمنجاة من الأذى والاضطهاد، فقد نزلت بهم اضطهادات شديدة لم يكن لهم من يدفعها عنهم إلا الفرار، فلم يجدوا لهم مأمناًَ يعتصمون به إلا بعض البلاد في جبل لبنان، فاعتصموا بها، وقد استمروا على اعتصامهم وبعدهم، حتى لدنتهم إليها الكنيسة الرومانية وقربتهم منها، وأعلمت الحيلة والسياسة، حتى أعلنوا الطاعة للكنيسة الكاثوليكية والإتحاد معها على أن يبقوا على رأيهم، ولقد كان اتحادها مع الكنيسة الرومانية سنة 1182 بعد الميلاد، ومازالت هذه الطائفة متوطنة بجيل لبنان، ولها بطريرك خاص، وإن كانت تقر بالرياسة لبطريرك روما.
الصفحة 160
200