كتاب محاضرات في النصرانية

(أ) جعل الخضوع التام الواجب على المسيحي لنصوص الكتاب المقدس وحدها وجعله الحكم وحده الذي لا ترد حكومته، ولا ترفض أوامره، وقياس كل أوامر الكنيسة القديمة وقرارات المجامع على ما نص عليه في ذلك الكتاب فما وافقه قبل على أن الكتاب قد ورد به، وما خالفه رفض، ولو كان قد صدر عن أكبر رجال الكنيسة شأناً في الماضي أو الحاضر.
ولذلك يقول صاحب كتاب سوسنة سليمان في ذلك: "إنهم جميعاً متفقون في المعتقدات على مجرد ما في الكتاب المقدس فقط، فلا يخضعون لشيء من التقاليد التي لا يوجد لها فيه رسم أصلاً، ولا إلى أقوال أحد من الآيات أو المجامع إلا إذا كان موافقا لنصوصه لفظا ومعنى، أما تفسير الآيات الغامضة والتي لم يوضحها الوحي الإلهي، فلا يمارون أحداً فيها إلا إذا كان التفسير ينافي ما كان معناه واضحاً في غيرها من تعاليم الكتاب".
فهم لا يعترفون بسلطان لغير الكتاب وقد كان تحكيم الكتاب وحده سبباً في جعل رجل الدين غير مطاوع إلا فيما ورد في الكتاب.

الصفحة 184