كتاب محاضرات في النصرانية

غيوراً لله، كما أنتم جميعكم اليوم، واضطهدت هذا الطريق، حتى الموت، مقيداً ومسلماً إلى السجون رجالاً ونساء، كما يشهد لي أيضاً رئيس الكهنة وجميع المشيخة الذين إذا أخذت منهم رسائل للأخوة إلى دمشق، ذهبت لأني بالذين هناك إلى أورشليم مقيدين لكي يعاقبوا".
ولكن سفر الأعمال يقول أن ذلك الرجل الذي كاد للمسيحية هذا الكيد وآذى أهلها ذلك الإيذاء، قد انتقل من الجبت والطاغوت إلى المسيحية فجأة من غير مقدمات تقدمت ذلك الانتقال، ولا تمهيدات مهدت له.
فيقول في الإصحاح التاسع: "في ذهابه حدث أنه أقترب إلى دمشق، فبغتة أبرق حوله نور من السماء، فسقط على الأرض، وسمع صوتاً قائلاً له: شاول. شاول. لماذا تضطهدني؟ فقال: من أنت يا سيدي؟ فقال: أنا يسوع الذي أنت تضطهده، صعب عليك أن ترفس مناخس، فقال وهو مرتعد متحير: يا رب ماذا تريد أن أفعل؟ فقال له الرب: قم وأدخل المدينة، فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل".
ودخل بولس أو شاول في المسيحية، وحاول أن يتصل بتلاميذ المسيح، ولكنهم أوجسوا منه خيفة، ولم يصدقوا إيمانه، ولكن شهد له برنابا الذي حدثناك عنه بالإيمان، وما حدث له في الطريق.
فقد جاء في الإصحاح التاسع أيضاً من السفر المذكور: "ولما جاء شاول حاول أن يلتصق بالتلاميذ، وكان الجميع يخافونه غير مصدقين، فأخذه برنابا، وأحضره إلى الرسل، وحدثهم كيف أبصر الرب، وإنه كلمه، وكيف جاهر في دمشق باسم يسوع".
ومن ذلك الوقت صار بولس القوة الفعالة، والحركة الدائبة في الدعاية للمسيحية، كما ندل على ذلك عبارات سفر الأعمال، وقد اصطحب في رحلاته برنابا، حتى اختلفا كما ذكرنا في الكلام على برنابا - فلما اختلفا افترقا، وهناك نجد حلقة مفقودة، فلم يبين لنا سفر الأعمال على من تلقى مبادئ المسيحية التي أخذ يبشر بها، والتي دونها في رسائله الأربع عشرة، والتي يضيف إليها بعض الكتاب سفر الأعمال، وينسبه إليه بدل نسبته إلى لوقا؟ لم تبين لنا الكتب المسيحية على من تلقى مبادئ

الصفحة 73