كتاب محاضرات في النصرانية

3، 4- ورسالة يوحنا الثانية والثالثة.
5- ورسالة يعقوب.
6- ورسالة يهوذا.
7- ورؤيا يوحنا التي تسمى "الكتاب النبوي" ولم يحكم بصحة هذه الكتب إلا في مجمع لوديسيا سنة 364.
انقطاع السند في نسبتها لكاتبيها:
فقبل سنة 364 لم يعترف بصحة هذه الرسائل السبع، وقبل سنة 325 لم تكن الكتب كلها معروفة أو مختصة بذلك التقديس. وآخر كتاب من هذه الكتب كتب في القرن الأول، فبين آخر كتبهم تدويناً في زعمهم، ومعرفته والاعتراف به أكثر من خمس وعشرين سنة ومائتين لا راوي برويها، وقد وقع بهم من الأحداث في هذه المدة ما يذهب باللب ويضيع الرشد، وينسي المرء معه كل شيء، وإن الكتب نفسها لم تسلم من الاضطهاد. فقد أصدر أحد أباطرة الروم سنة 303 أمراً بهدم الكنائس وإحراق الكتب، وعدم اجتماع المسيحيين لأداء عباداتهم، فتفذ الولاة الأمر، فهدموا الكنائس، وحرقوا الكتب، وأتوا على كل ما للمسيحيين من بيوت عبادة وكتب، هدماً وتحريقاً، ومن سبق إلى ظنهم إنه أخفى كتاباً عذبوه عذاباً شديداً، حتى يعلنه فيحرق.
ومن قبل ومن بعد أنزلوا البلاء بعلمائهم، فما تركوا عالماً منهم بالديانة إلا قتلوه، وكان الولاة يتفننون في طرق إبادة المسيحية من الوجود، أبادوا العلماء حتى لا يوجد من يرشد إليها، ويتوارث العلم بها، وأبادوا الكتب حتى لا تحفظ تلك الديانة في الصدور أو السطور.
ولا شك أن ذلك الاضطهاد الذي دام إلى صدر القرن الرابع يجعل الكتب التي رويت قبل ذلك موضع شك في نسبتها إلى قائليها، حتى يقوم دليل على صحة تلك النسبة، ولم يقيموا أي دليل، لأن السند منقطع بينها وبين من تنسب إليهم، والحبل بينهم وبينها غير متصل بأوهى أنواع الاتصال، لأن السند المتصل الذي يطمئن معه القارئ لكتاب، فيغلب على ظنه إنه صادق النسبة إن نسب إليه، هو أن يروى ثقة عن ثقة مثله حتى يصل السند إلى من لقي المؤلف فيقول: سمعته منه أو تلقيته عنه،

الصفحة 90