كتاب محاضرات في النصرانية

النصرانية كما هي عند النصارى وفي كتبهم

العقيدة:
65- جاء في كتاب سوسنة سليمان، لنوفل بن نعمة الله بن جرجس النصراني أن "عقيدة النصارى التي لا تختلف بالنسبة لها الكنائس، وهي أصل الدستور الذي بينه المجمع النيقاوى هي الإيمان بإله واحد أب واحد، ضابط واحد، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى، وبرب واحد، يسوع الابن الوحيد المولود من الأب قبل الدهور من نور الله. إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للأب في الجوهر، الذي به كان كل شيء والذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خطايانا نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس، ومن مريم العذراء تأنس، وصلب عنا على عهد بيلاطس، وتألم وقبر، وقام من الأموات في اليوم الثالث على ما كتب. وصعد إلى السماء وجلس على يمين الرب، وسيأتي بمجد، ليدين الأحياء والأموات، ولا فناء لملكه، والإيمان بالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الأب، الذي هو مع الابن يسجد له، ويمجد، الناطق بالأنبياء".
هذا هو جوهر العقيدة ولبها الذي لا اختلاف فيه، وفي هذا الكلام إيهام يحتاج إلى فضل بيان، وإنا مستعينون في توضيحه بما كتبوه هم، حتى لا نزيد عليهم بقول، ولا نفرض عليهم فهمنا، ولكي نكون صادقي الحكاية لكل أقوالهم من غير أي تحريف، والذي يستفاد من هذا أن أساس العقيدة يقوم على ثلاثة عناصر:
العنصر الأول: التثليث والإيمان بثلاثة أقانيم.
والعنصر الثاني: صلب المسيح فداء عن الخليقة وقيامه من قبره، ورفعه.
والعنصر الثالث: إنه يدين الأحياء والأموات.
ولنتكلم عن كل واحد من هذه العناصر.

الصفحة 99