كتاب فقه السيرة النبوية لمنير الغضبان

الفصل الثاني
النبوة
حاجة البشر إلى الأنبياء:
خلق الله تعالى آدم عليه السلام، وأهبطه إلى الأرض، وأهبط الشيطان معه {قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (¬1).
وإبليس منذ أن عصى ربه: {قال أنظرني إلى يوم يبعثون * قال إنك من المنظرين * قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} (¬2).
وقد أوصى إبليس ذريته بهذه المهمة أن يفسدوا فطرة بني آدم ويضلوهم ويغووهم «.. وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم (¬3) عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا» (¬4).
¬_________
(¬1) البقرة: 38، 39.
(¬2) الأعراف.: 14 - 17.
(¬3) اجتالتهم: استخفتهم فذهبت بهم.
(¬4) مسلم. كتاب الجنه 63.

الصفحة 30