كتاب أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز

الْمُسلمين فَسَار وَسَار مَعَه النَّاس حَتَّى دخل الْمَسْجِد فَصَعدَ الْمِنْبَر وَاجْتمعَ النَّاس اليه فَقَالَ
أَيهَا النَّاس اني قد ابْتليت بِهَذَا الْأَمر عَن غير رَأْي كَانَ مني فِيهِ وَلَا طلبة لَهُ وَلَا مشورة من الْمُسلمين وَإِنِّي قد خلعت مَا فِي أَعْنَاقكُم من بيعتي فَاخْتَارُوا لأنفسكم فصاح النَّاس صَيْحَة وَاحِدَة قد اخترناك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ورضيناك فل أمرنَا بِالْيمن والبركه فَلَمَّا رأىء الاصوات قد هدأت وَرَضي النَّاس بِهِ جَمِيعًا حمد الله وَأثْنى عَلَيْهِ وَصلى على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أوصيكم بتقوى الله فَإِن تقَوِّي الله خلف من كل شَيْء وَلَيْسَ من تقوى الله عزوجل خلف فاعملوا لآخرتكم فَإِنَّهُ من عمل لآخرته كَفاهُ الله تبَارك وَتَعَالَى أَمر دُنْيَاهُ وَأَصْلحُوا سرائركم يصلح الله الْكَرِيم علانيتكم واكثروا ذكر الْمَوْت وأحسنوا الاستعداد قبل أَن ينزل

الصفحة 56