كتاب أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز
أخبرنَا مُحَمَّد قَالَ حَدثنَا الْفرْيَابِيّ قَالَ ثَنَا عَمْرو بن عَليّ قَالَ حَدثنَا سُفْيَان بن خليدالضبي عَن سَالم بن نوح الْعَطَّار عَن بشر بن السّري قَالَ عَمْرو ثمَّ لقِيت سَالم بن نوح فَحَدثني بِهِ عَن بشر بن السّري ثمَّ حججْت فَقيل لي بِمَكَّة ان بشر بن السّري بِمَكَّة فاتيته فَسَأَلته فَحَدثني بشر بن السّري قَالَ حَدثنَا ابْن سليم الْهُذلِيّ قَالَ خطب عمر بن عبد العزيز فَقَالَ
أما بعد فَإِن الله عز وَجل لم يخلقكم عَبَثا وَلم يدع شَيْئا من أَمركُم سدى وَإِن لكم معادا ينزل الله عز وَجل فِيهِ فِي الحكم وَالْقَضَاء بَيْنكُم فخاب وخسر من خرج من رَحْمَة الله وَحرم الْجنَّة الَّتِي عرضهَا السَّمَاوَات والارض فاشتري قَلِيلا بِكَثِير وفانيا بباق وخوفا بِأَمَان أَلا ترَوْنَ أَنكُمْ فِي أسلاب الهالكين وسيخلفها بعدكم الْبَاقُونَ كَذَلِك حَتَّى ترد الى خيرة الْوَارِثين فِي كل يَوْم وَلَيْلَة تشيعون غاديا ورائحا الى الله عز وَجل قد قضى نحبه وانقضى أَجله حَتَّى تغيبوه فِي صدع ثمَّ تَدعُوهُ غير ممههد وَلَا موسد قد خلع الْأَسْبَاب وَفَارق الأحباب وَسكن التُّرَاب وواجه الْحساب مرتهنا بِعَمَلِهِ فَقِيرا إِلَى مَا قدم غَنِيا عَمَّا ترك فَاتَّقُوا الله قبل نزُول الْمَوْت وَايْم
الصفحة 64
112