كتاب أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز

الله اني لأقول لكم هَذِه الْمقَالة وَمَا أعلم عِنْد أحد مِنْكُم من الذُّنُوب مَا أعلم عِنْدِي وَمَا يبلغنِي عَن أحد مِنْكُم حَاجَة الا أَحْبَبْت أَن أَسد من حَاجته مَا قدرت عَلَيْهِ وَمَا يبلغنِي أَن أحدا مِنْكُم لَا يَسعهُ مَا عِنْدِي إِلَّا وددت أَنه يمكنني تَغْيِيره حَتَّى يَسْتَوِي عيشنا وعيشه وَايْم الله لَو أردْت غير ذَلِك من الغضارة والعيش لَكَانَ اللِّسَان مني بِهِ ذلولا عَالما بأسبابه وَلَكِن سبق من الله عز وَجل كتاب نَاطِق وَسنة عادلة دلّ فِيهَا على طَاعَته وَنهى فِيهَا عَن مَعْصِيَته ثمَّ وضع طرف رِدَائه على وَجهه فَبكى وشهق وَبكى النَّاس فَكَانَت اخر خطْبَة خطبهَا أخبرنَا مُحَمَّد قَالَ حَدثنَا عمر بن أَيُّوب السَّقطِي قَالَ حَدثنَا أبوهمام الْوَلِيد بن شُجَاع قَالَ حَدثنَا عَليّ بن الْحسن قَالَ أَخْبرنِي أَبُو حَمْزَة قَالَ حَدثنِي صَالح بن حسان قَالَ أرسل عمر بن عبد العزيز الى مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ فَقَالَ بخ سَأَلت عَن أَمر حسن كن لصغير الْمُسلمين أَبَا ولكبيرهم ابْنا وللمثل مِنْهُم أَخا وعاقب النَّاس بِقدر ذنوبهم على قدر اجسامهم لَا تضربن لغضبك سَوْطًا وَاحِدًا فتتعدى فَتكون عِنْد الله عز وَجل من العادين

الصفحة 65