كتاب أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز

عمِلُوا وأحيوا وأماتو مَا أماتوا حَتَّى ولد فِي ذَلِك رجال ونشؤوا فِيهِ وظنوا أَنَّهَا السّنة فسدوا على النَّاس أَبْوَاب الرخَاء فَلم يسدوا مِنْهَا بَابا إِلَّا فتح الله عَلَيْهِم فِيهِ بَاب بلَاء فان اسْتَطَعْت وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه أَن تفتح على النَّاس أَبْوَاب الرخَاء فافعل فانك لن تفتح مِنْهَا بَابا إِلَّا سد الله الْكَرِيم عَنْك بَاب بلَاء وَلَا يمنعك من نزع عَامل أَن تَقول لَا أجد من يَكْفِينِي عمله فانك اذا كنت تفزع لله وتستعمل لله أتاح الله لَك أعوانا فأتاك بهم وانما قدر عون الله إياك بِقدر نيتك فَإِن تمت نيتك تمّ عون الله الْكَرِيم إياك وَإِن قصرت نيتك قصر من الله العون بِحَسب ذَلِك وَاعْلَم انه كَانَ قبلك رجال عاينوا هول المطلع وعالجوا نزع الْمَوْت الَّذِي مِنْهُ كَانُوا يفرون فانشقت بطونهم الَّتِي كَانُوا لَا يشبعون بهَا وانفقأت أَعينهم الَّتِي كَانَت لَا تَنْقَطِع لذتها واندقت رقابهم غير موسدين بَعْدَمَا نعلم من تظاهر الْفرش والمرافق والسرر والخدم فصاروا جيفا فِي بطُون الاراضي تَحت مهادها وَالله لَو كَانُوا الى جَانب مِسْكين لتأذى بريحهم بعد انفاق مَا لَا يُحْصى عَلَيْهِم وعَلى خواصهم من الطّيب كل ذَلِك اسرافا وبدارا عَن حق الله فانا لله وانا اليه رَاجِعُون مَا أعظم الَّذِي ابْتليت بِهِ وأفظع الَّذِي سيق اليك أهل الْعرَاق أهل الْعرَاق أبرهم مِنْك منزلَة من لَا فقر بك اليه وَلَا غنى بك عَنهُ فَمن

الصفحة 72