كتاب ظاهرة ضعف الإيمان

بل إنه ربما سمع بالمنكر يعمل في الأرض فيرضى به فيكون عليه من الوزر مثل وزر شاهده فأقره كما ذكر عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها - وقال مرة أنكرها - كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها) (¬1)
فهذا الرضا منه وهو - عمل قلبي - أورثه منزلة الشاهد في الإثم.
9 - ومنها حب الظهور وهذا له صور منها:
- الرغبة في الرئاسة والإمارة وعدم تقدير المسؤولية والخطر، وهذا الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله: (إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئس الفاطمة) (قوله: نعم المرضعة أي أولها لأن معها المال والجاه واللذات، وقوله: بئس الفاطمة أي: آخرها لأن معه القتل والعزل والمطالبة بالتبعات يوم القيامة) (¬2)
وقال عليه الصلاة والسلام: (إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي، أولها ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل) (¬3)
ولو كان الأمر قياماً بالواجب وحملاً للمسؤولية في موضع لا يوجد من هو أفضل منه مع بذل الجهد والنصح والعدل كما
¬_________
(¬1) رواه أبو داود رقم 4345، وهو في صحيح الجامع 689.
(¬2) رواه البخاري رقم 6729.
(¬3) رواه الطبراني في الكبير 18/ 72 وهو في صحيح الجامع 1420.

الصفحة 13