كتاب ظاهرة ضعف الإيمان

17 - وللتواضع دور فعال في تجديد الإيمان وجلاء القلب من صدأ الكبر، لأن التواضع في الكلام والمظهر دال على تواضع القلب الله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (البذاذة من الإيمان) (¬1)
وقال أيضاً: من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها) (¬2)
وقد كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله لا يعرف من بين عبيده.
18 - وهناك أعمال للقلوب، مهمة في تجديد الإيمان مثل محبة الله والخوف منه ورجائه وحسن الظن به والتوكل عليه، والرضا به وبقضائه، والشكر له والصدق معه واليقين به، والثقة به سبحانه، والتوبة إليه وما سوى ذلك من الأعمال القلبية.
وهناك مقامات ينبغي على العبد الوصول إليها لاستكمال العلاج كالاستقامة والإنابة والتذكر والاعتصام بالكتاب والسنة والخشوع والزهد والورع والمراقبة وقد أفاض في هذه المقامات ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين.
19 - ومحاسبة النفس مهمة في تجديد الإيمان يقول جل وعلا: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد} (¬3)
¬_________
(¬1) رواه ابن ماجه 4118 وهو في السلسلة الصحيحة رقم 341 ومعناه أراد التواضع في الهيئة واللباس انظر النهاية لابن الأثير 1/ 110.
(¬2) رواه الترمذي رقم 2481 وهو في السلسلة الصحيحة 718.
(¬3) الحشر /18.

الصفحة 69