كتاب نداءات الرحمن لأهل الإيمان

أو خوف بل هو عام في سائر الظروف والأحوال، وفى القرآن الكريم يقول الله تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} 1 حينئذ تجوز المناجاة لأنها في الصالح العام.
وقوله تعالى في نهاية النداء: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ} أي هو الخامل عليها لإيجاد أذى بيت المؤمنين {وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} . أي فلا ينبغى للمؤمن أن يغتم أو يحزن من المناجاة إذا حصلت من يهودي، أو منافق، فضلا عن أن تكون من مؤمن. وليتوكل على الله ويفوض أمره إليه فإنه وليه وحافظه من كل ما يؤذيه أو يسئ إليه.
والعاقبة للمتقين وسلام على المرسلين، والخمد لله رب العالمين
__________
1 سورة النساء: 114

الصفحة 206