كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 2)

وقد كان شكي في الفراق يروعني * فكيف أكون اليوم وهو يقين فوالله ما فارقتكم قاليا لكم (1) * ولكن ما يقضى فسوف يكون ومما قاله فيها أيضا دعاني من أطلال برقة ثهمد * ولا تذكرا عيشا بصحراء اربد فمالي من وجد بنجد وأهلها * ولا بي من شوق إلى أم معبد محلة بؤس لا الحياة عزيزة (2) * لديها ولا عيش الكريم بأرغد عدتني عنها من دمشق وأرضها (3) * مرابع ليس العيش فيها بأنكد بحيث نسيم الغوطتين معطر * بأنفاس زهر في الرياض مبدد يمر على أذكى من المسك نفحة * ويجري على ماء من الثلج أبرد أنشدنا أبو المظفر محمد بن أسعد العراقي (4) الحنفي الفقيه لنفسه بدمشق: دع الرسم لاح على يثرب * وعج بالمحصب (5) والأخشب (6) فثم التي همت من أجلها * وضاقت بك الأرض عن مذهب هي الريم ما رمت عن حبها * ولا رمت غير هوى الملعب ومن يتناسى هوى داره * ويرغب عنها وفيها ربي وهل يتبدى ممحل مجدب * ويبدل بالعشب المخصب وقفت بها ذاكرا عهدها * أسائل في الربع عن زينب وأعتب من هي مشدوهة * عن العتب والعاتب المغضب بوجه كصبح بدا مشرقا (7) * وشعر تجعد كالغيهب تقول وفي قولها منة * تأن علي ولا تعتب
_________
(1) عن خع وبالاصل " قائلا لكم "
(2) كذا بالاصل وقد شطبت وعلى هامشه: لذيذة وبجانبها لفظة صح وفي خع: لذيذگ
(3) في المطبوعة: " وأهلها " وفي خع كالاصل
(4) انظر الدارس في المدارس للنعيمي 1 / 414
(5) موضع بين مكة ومنى وموضع رمي الجمار بمنى أيضا (ياقوت)
(6) الاخشب انظر عنه معجم البلدان (الاخشبان)
(7) عن خع وبالاصل " مشرفا "

الصفحة 399