كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 2)

وإذا البلابل أسمعت ترجيعها السالي تراجع وجده (1) فتبلبلا د ومتى هوى ورق الغصون وجدته * ذهبا وكان زمردا لما علا وكأن واديها قراب أخضر * يستل من بردا حساما منصلا (2) والمرج والميدان مأهولان من * أسد الشرى ائتلفوا بغزلان الفلا (3) متماثلان وكل مثل منهما * تلفيه (4) من باقي البسيطة أمثلا وكأنه من قوم كسرى إذ غدا * بلباسهم متأزرا متسربلا ولطالما عاينت في قطريهما * خيلا رواتع أو خميسا مرقلا (5) والشمس تبغي بالهلال النجم والضرغام يجتنب الغزالة والطلا (6) وعلا عليها قاسيون كأنه * ببناه تاج بالجواهر كللا دع ذا وخذ في وصف مشمشها الذي * أضحى على رطب العراق مفضلا ولو أن قارونا شراه بكل ما * جمعت يداه من الكنوز لما غلا لفحته نيران الهواجر فاغتدى * كالجمر إلا أنه لا يصطلى خلع النضاج عليه لون معلل * أو مغرم فأبى له أن ينجلا وتخالفت أفعاله فتحيرت * ألبابنا فغدا العيان تخيلا تجنيه أيدي القوم جمرا مضرما * فيعود في الأفواه ماء سلسلا (7) فإذا رآه الناس في أغصانه * قالوا نجوم دجنة لن تأفلا ضاهت بواطنه الظواهر لذة * وعهدته عسلا تضمن حنظلا ولو أنها ما جملت بصفاتها * لغدا لها من أهلها ما جملا إن فاق أول عصرها فأخيره * يحلو لهم فبها يفوق الأولا قد برزوا في المأثرات وأحرزوا * قصب المفاخر وارتقوا درج العلا
_________
(1) في المطبوعة: وحده
(2) في خع: ينصلا
(3) في المطبوعة: ائتلفت بدل ائتلفوا
(4) في المطبوعة: تلقاه
(5) رتعت الماشية: أكلت ما شاءت وجاءت وذهبت في لمرعى نهارا وماشية رتع
ورواتع
(اللسان)
وأرقل: أسرع (اللسان)
(6) الطلا: ولد الظبي ساعة يولد (قاموس)
(7) أي الماء العذب

الصفحة 405