كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 10)

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو الحسين الفارسي أخبرنا أبو (1) سليمان الخطابي قال قوله واها إنما يقال ذلك على التمني للخير والتعجب له قال الشاعر (2) * واها لريا ثم واها واها وأما قوله آها فإنما يقال ذلك في التوجع ومثله آه قال نابغة بني شيبان * أقطع الليل آهة وحنينا * وابتهالا لله أي ابتهال * وقال المثقب العبدي * إذا ما قمت أرحلها بليل * تأوه آهة الرجل الحزين (3) * ويروى أأهت الرجل الحزين وفيه لغات غير هذه يقال أوه من عذاب الله واآه من عذاب واآه وآوه من عذاب بالتشديد والقصر وقال الشاعر (4) * فأوه من الذكرى إذا ما ذكرتها * ومن بعد أرض بيننا وسماء * وأما إيه وإيه بغير تنوين فإنما بمعنى الاستدعاء قال ذو الرمة * وقفنا فقلنا إيه عن أم سالم * وما بال تكليم الديار البلاقع (5) وأما أيها فمعنى الزجر وأما ويها فله موضعان أحدهما إذا عزيت الرجل بالشئ قلت له ويها أبا فلان والموضع الآخر إذا صدقت بالشئ وارتضيته قلت ويها ما
_________
- حمدون الحوريسي نا عبد الله بن هانئ نا أبي هاني بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن أبي عبلة عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه أبي الدرداء قال: ما أنكرتم من زمانكم فبما غيرتم من أعلاما لكم فإن تلك خيرا فواها وها وإن تك شرا فآها آها هكذا سمعت من سلمة
هذا حديث غريب
(1) زيادة عن م وانظر مختصر ابن منظور 5 / 274
(2) لابي النجم انظر ديوان ذي الرمة ص 356 الحاشية
(3) البيت في اللسان " أوه "
(4) البيت في اللسان " أوه "
(5) ديوانه ط بيروت ص 356 وبهامشه: قال الاصمعي: أساء في قوله إيه بلا تنوين كان ينبغي أن يقول إيه عن أم سالم فإذا كان نهيا قال: أيها أي أكفف عنا فإن استبطئت الشئ قلت واها له له كما قال أبو النجم: واها لريا ثم واها واها فإن زجرت قلت: ويها يا هذا

الصفحة 524