كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 24)

قال ونا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني سلمة بن شبيب حدثني سهل بن عاصم عن محمد بن أبي (1) منصور قال قال صفوان بن سليم أعطي الله عهدا أن لا أضع جنبي على فراش حتى ألحق بربي قال فبلغني أن صفوان عاش بعد ذلك أربعين سنة لم يضع جنبه فلما نزل به الموت قيل له رحمك الله ألا تضجع قال وما وفيت لله بالعهد إذن قال فأسند (2) قال فما زال كذلك حتى خرجت نفسه قال ويقول أهل المدينة إنه نقبت (3) جبهته من كثرة السجود أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها نا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنبأ أبو الحسين الميداني نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي الخطاب نا محمود بن محمد الأديب حدثني أبو بكر بن صدقة حدثني أحمد بن يحيى الصوفي نا أبو غسان النهدي قال سمعت سفيان بن عيينة وأعانه على الحديث أخوه قال (4) حلف صفوان بن سليم أن لا يضع جنبه بالأرض (5) حتى يلقى الله تعالى فكمث على ذلك أكثر من ثلاثين عاما فلما حضرته الوفاة واشتد به النزع والعلز (6) وهو جالس فقالت ابنته يا أبت لو وضعت جنبك الأرض فقال يا بنية إذا ما وفيت لله عز وجل بالنذر والحلف فمات فإنه لجالس قال سفيان فأخبرني الحفار الذي يحفر قبور أهل المدينة قال حفرت قبر رجل فإذا أنا قد وضعت (7) على قبر فوافيت جمجمة فإذا السجود قد أثر في عظام الجبهة فقلت لإنسان قبر من هذا فقال أو ما تدري هذا قبر صفوان بن سليم أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (8) نا مخلد بن جعفر نا جعفر بن محمد الفريابي نا أبو أمية نا يعقوب بن محمد نا عبد العزيز بن أبي حازم قال عادلني (9)
_________
(1) في تهذيب الكمال 9 / 113 وسير الأعلام 5 / 367: محمد بن منصور
(2) عن تهذيب الكمال: " فأسند " وبالأصل: فاشتد
(3) عن تهذيب الكمال وبالأصل وسير الأعلام: بقيت
(4) الخبر بهذا الإسناد في تهذيب الكمال 9 / 113 وسير الأعلام 5 / 367
(5) عن المصدرين السابقين وبالأصل: الأرض
(6) العلز: القلق والكرب عند الموت وشبه رعدة تأخذ المريض (اللسان)
(7) في المصدرين: وقعت
(8) حلية الأولياء 3 / 158 وسير الأعلام 5 / 366 وتهذيب الكمال 9 / 111
(9) عن المصادر السابقة وبالأصل: عاداني

الصفحة 128