كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 24)

آمنت بالله ورسوله وبعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليكم أعرض عليكم الإسلام وشرائعه قال فبينا نحن كذلك إذ جاءوا بقصعة من دم فوضعوها واجتمعوا عليها يأكلونها قال قالوا هلم يا صدي قال قلت ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم بما أنزله الله عليه قالوا وما ذاك قال فتلوت عليهم هذه الآية " حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم " (1) قال فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون علي فقلت لهم ويحكم اسقوني شربة من ماء فإني شديد العطش قال وعلي عباء قالوا لا ولكن ندعك حتى تموت عطشا قال فاغتممت وضربت برأسي في العباءة نمت في الرمضاء في حر شديد قال فأتاني آت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه وفيه شراب لم ير الناس شرابا ألذ منه فأمكنني منها فشربتها فحيث فرغت من شرابي استيقطت فلا والله ما عطشت ولا غرثت بعد تلك الشربة ح أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الحافظ الإمام بن محمد نا أبو زرعة محمد وأبو بكر أحمد ابنا (2) عبد الله بن أبي دجانة نا محمد بن تمام نا مسيب بن واضح نا بقية عن محمد بن دينار عن أبي راشد قال أخذ أبو أمامة بيدي ثم قال أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيدي ثم قال لي يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين له قلبي أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد (3) حدثني أبي نا ابن نمير (4) نا مشعر عن أبي العباس (5) عن أبي
_________
(1) سورة المائدة الآية: 3 والزيادة السابقة عن التنزيل الكريم
وقوله: الموقوذة هي التي ترمى أو تضرب بحجر أو عصا حتى تموت من غير تذكية
والمتردية: هي التي تتردى من العلو إلى السفل فتموت كان ذلك من جبل أو في بئر ونحوه
والنطيحة وهي الشاة تنطحها أخرى أو غير ذلك فتموت قبل أن تذكى وما أكل السبع: يريد كل ما افترسه ذو ناب واظفار من الحيوان كالأسد والنمر والثعلب والذئب والضبع
(انظر تفسير القرطبي 6 / 48 وما بعدها تفسير سورة المائدة)
(2) بالأصل: " انا " والصواب ما أثبتناه
(3) الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر 8 / 278 رقم 22243
(4) عن المسند وبالأصل: عمير
(5) في المسند: أبي العنبس

الصفحة 65