كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 25)

فقال نحن معشر الخلفاء لا نكني في مجالسنا الناس ودخل الأخطل على عبد الملك فدعا له بكرسي فقال له الشعبي من هذا يا أمير المؤمنين فقال نحن الخلفاء فلا نسأل فأخجله أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنا محمد بن الحسين أنا المعافى بن زكريا (1) القاضي نا محمد بن جعفر بن سليمان النهرواني (2) وحمزة بن الحسين (3) بن عمر أبو عيسى السمسار قالا نا أحمد بن منصور الرمادي نا يوسف بن بهلول التميمي نا جابر بن نوح الحماني حدثني مجالد عن الشعبي قال لما قدم الحجاج الكوفة قال لابن أبي مسلم اعرض علي العرفاء (4) فعرضهم عليه فرأى فيهم وخشا من وخش الناس (5) قال ويحك هؤلاء خلفاء الغزاة في عيالهم قال نعم قال اطرحهم وأغد علي بالقبائل فغدا عليه بالقبائل على راياتها فجعلوا يعرضون عليه فإذا وقعت عينه على رجل دعاه فدعا بالشعبيين فمرت به السن الأولى فلم يدع منهم أحدا ومرت السن الثانية فدعاني فقال من أنت فأخبرته فقال اجلس فجلست فقال قرأت القرآن قلت نعم قال فرضت الفرائض قلت نعم قال فما تقول في كذا وكذا في قول أبي تراب فأخبرته فقال أصبت فقال لي نظرت في العربية قلت نعم (6) قال رويت الشعر قلت قد نظرت في معاينة قال نظرت في الحساب قلت نعمفقال ابن (7) أبي مسلم إنا لنحتاج إليه في بعض الدواوين قال رويت مغازي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت نعم قال حدثني بحديث بدر قال فابتدأت له من رؤيا عاتكة (8) حتى أذن المؤذن الظهر ثم دخل وقال لي لا تبرح فخرج فصلى الظهر وأتممتها له فجعلني عريفا على الشعبيين ومنكبا (9) على جميع
_________
(1) الخبر في الجليس الصالح الكافي 1 / 284 وما بعدها
(2) بالأصل وم: الهرواني خطأ والصواب عن الجليس الصالح
(3) بالأصل وم: الحسن خطأ والصواب عن الجليس الصالح وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 181
(4) العرفاء جمع عريف وهو المقام على القوم ليعرف من فيهم من صالح وطالح
(5) الوخش: رذالة الناس وصغارهم وغيرهم (اللسان: وخش)
(6) من قوله: فرضت الفرائض إلى هنا سقطت العبارة من الجليس الصالح
(7) كذا بالأصل وم والمطبوعة وفي الجليس الصالح: لابن أبي مسلم
(8) انظر في رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيرة ابن هشام 1 / 607 - 609
(9) المنكب: رئيس العرفاء

الصفحة 394