- وفي رواية: «أن رجلا من الأنصار بات به ضيف، فلم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه، فقال لامرأته: نومي الصبية، وأطفئي السراج، وقربي للضيف ما عندك، قال: فنزلت هذه الآية: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}» (¬١).
- وفي رواية: «جاء رجل إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ليضيفه، فلم يكن عنده ما يضيفه، فقال: ألا رجل يضيف هذا رحمه الله، فقام رجل من الأنصار، يقال له: أَبو طلحة، فانطلق به إلى رحله ... ». وساق الحديث بنحو حديث جرير، وذكر فيه نزول الآية كما ذكره وكيع (¬٢).
- وفي رواية: «أن ضيفا نزل برسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يوما، فأرسل إلى نسائه، هل عندكم من شيء؟ فقد نزل بي ضيف الليلة، فأرسلن إليه: لا والذي بعثك بالحق ما عندنا إلا الماء، قال: فبينما هو كذلك، إذ جاء رجل من الأنصار، فقال نبي الله صَلى الله عَليه وسَلم: أعندك شيء تذهب بضيفنا هذه الليلة؟ قال الأَنصاري: نعم يا نبي الله، قال: فانطلق بالضيف، قال: فلما أتى منزله، قال للمرأة: أعندك شيء؟ قالت: نعم خُبزَة لنا، قال: فكأنك تصلحين المصباح فأطفئيه، وضعي الخبز، فجعل يدخل يده مع
⦗٦٥⦘
الضيف هو وامرأته ويرفعون أيديهم إلى أفواههم ولا ياكلون شيئا، وخلوا بين الضيف والخبز فأكلها، فلما أصبح انطلق الضيف إلى حاجته، قال الأَنصاري: بلغ ساعتي التي آتي فيها رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال: فجئت إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فنظر إلي من بعيد، قال: ما صنعت بضيفك الليلة؟ قال: فظننت أن الضيف شكاني إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فقلت: يا رسول الله، فقلت: كذا وكذا، قال: أتاني جبريل، عليه السلام، فأخبرني أن ربك عجب مما صنعت بضيفك، أو قال: ضحك» (¬٣).
---------------
(¬١) اللفظ لمسلم (٥٤١٠).
(¬٢) اللفظ لمسلم (٥٤١١).
(¬٣) اللفظ لأبي يَعلى (٦١٨٢).