كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 33)

فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا، فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر النبي صَلى الله عَليه وسَلم أصحابه خبرهم وما أصيبوا، وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم، حين حدثوا أنه قتل، ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر، فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطع من لحمه شيئا» (¬١).
- وفي رواية: «أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم بعث عشرة رهط سرية عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت، فخرجوا حتى إذا كانوا بالهدة، ذكروا لحي من هذيل، يقال لهم: بنو لحيان، فبعثوا إليهم مئة رجل راميا، فوجدوا ماكلهم حيث أكلوا التمر، فقالوا: هذا نوى يثرب، ثم اتبعوا آثارهم، حتى إذا أحس بهم عاصم وأصحابه، لجؤوا إلى جبل، فأحاط بهم الآخرون، فاستنزلوهم وأعطوهم العهد، فقال عاصم: والله لا أنزل على عهد كافر، اللهم أخبر نبيك عنا، ونزل إليه ابن دثنة البياضي» (¬٢).

⦗٦٥٧⦘
- وفي رواية: «بعث رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم عشرة عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت، فنفروا لهم هذيل بقريب من مئة رجل رام، فلما أحس بهم عاصم لجؤوا إلى قردد، فقالوا لهم: انزلوا فأعطوا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق، أن لا نقتل منكم أحدا، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، فرموهم بالنبل، فقتلوا عاصما في سبعة نفر، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، منهم خبيب، وزيد بن الدثنة، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، قال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم، إن لي بهؤلاء لأسوة، فجروه فأبى أن يصحبهم، فقتلوه، فلبث خبيب أسيرا حتى أجمعوا قتله، فاستعار موسى يستحد بها، فلما خرجوا به ليقتلوه، قال لهم خبيب: دعوني أركع ركعتين، ثم قال: والله لولا أن تحسبوا ما بي جزعا لزدت» (¬٣).
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري (٣٠٤٥).
(¬٢) اللفظ لابن أبي شيبة.
(¬٣) اللفظ لأبي داود (٢٦٦٠).

الصفحة 656