كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

خالفهم حتي يأتي أمر الله وهم علي ذلك" (¬1).
فصل:
معني (تلغثونها): تأكلونها، يعني: الدنيا، من اللغث وهو طعام يغش بالشعير (¬2). و (ترغثونها): ترضعونها من: رغث الجدي أمة، إذا رضعها، ومنه حديث الصدقة: لا يؤخذ منها (الرُّبّى) (¬3) والماخض والرغوث (¬4).
وقال ابن بطال: قوله: (وأنتم تلغثونها) أو ترغثونها. شك في أي الكلمتين قال - عليه السلام - (¬5). فأما اللغث باللام فلم أجده فيما تصفحت من اللغة، وأما رغث بالراء والغين المعجمة المفتوحة فمعروف عندهم، يقال: رغثت كل أنثى ولدها، وأرغثته: أرضعته، فهي رغوث (¬6) كأنه قال: أنتم ترضعونها. كما قال عبد الله بن همام للنعمان بن بشير:
وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها ... أفاوبق حتى ما يدرُّ ثعل (¬7)
وكذا قال الفراء وأبو عبد الملك أنها باللام فلا يعرف له معنى، وأما
¬__________
(¬1) رواه مسلم (1920) كتاب: الإمارة، باب: قوله - عليه السلام - "لا تزال طائفة ... "، وأبو داود (4252)، وأحمد 5/ 278. من حديث ثوبان.
(¬2) في "النهاية" 4/ 256: من "اللغيث"وهو طعام يغلث بالشعير. وما في "اللسان" (لغث) يوافق ما ساقه المصنف.
(¬3) رسمت في الأصل (ربا) غير منقوطة والمثبت من "النهاية".
(¬4) لم أقف عليه مسندًا بهذا اللفظ إن ساقه علي أنه حديث مرفوع. ولكن وجدته كسياقة المصنف في "النهاية" 2/ 238 (رغث).
(¬5) ليس من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما هو قول أبي هريرة وهم فيه ابن بطال وتبعه المصنف.
(¬6) "شرح بن بطال" 10/ 330.
(¬7) في "تهذيب اللغة" 1/ 482، "لسان العرب" 1/ 484:
أفاويق حتى ما يدر لها ثعل ... وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها

الصفحة 16