كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

فيه، (ولو) (¬1) صرف ذلك المال في منافع المسلمين لكان كأنه خرج عن وجهه الذي سئل فيه.
فصل:
وما ذكره البخاري في تفسير الآية هو قول مجاهد والحسن، وقال الضحاك: إنه يقتدي بنا في الخير.
فصل:
وأما الأمانة التي في حديث حذيفة - رضي الله عنه - فإنها الإيمان وجميع شرائعه، والتنزه عن الخيانة وشبهها.
والجذر: أصل الشيء فدل ذلك أن الإيمان مفروض على القلب ولا بد من النية في كل عمل علي ما يذهب إليه جمهور الأئمة (¬2).
وقوله: "نزلت في جذر قلوب الرجال" يعني: الذين ختم الله لهم بالإيمان، وأما من لم يقدر له به، فليس بداخل في ذلك، ألا ترى قوله: "ونزل القرآن ثم قرءوا من القرآن وعلموا من السنة". يعني: المؤمنين خاصة المذكورين في أول الحديث.
وقد أسلفنا أن الجذر بفتح الجيم -وحكي كسرها- ثم ذال معجمة، قال أبو عبيد: وهو الأصل من كل شيء (¬3) أتى بقوله: "في جذر قلوب الرجال"، أي: أصل قلوبهم.
¬__________
(¬1) بالأصل (وله) والمثبت من "شرح ابن بطال".
(¬2) انظر: "الفصول في الأصول" 10/ 260 - 261، "أنوار البردق" 2/ 47، "المنثور في القواعد" 3/ 285 - 289، "إعلام الموقعين" 3/ 91.
(¬3) "غريب الحديث" 2/ 229.

الصفحة 24