كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

والمأدبة -بضم الدال وفتحها صحيحتان- حكاهما الجوهري (¬1) وغيره، والمشهور الضم والفتح مفعلة من الأدب، وفي حديث علي: أما إخواننابنو أمية فقادة أدبة (¬2).الأدبة: جمع أديب -مثل كاتب وكتبة- وهو الذي يدعو الناس إلى المأدبة.
وقوله: "العين نائمة والقلب يقظان". يدل علي أن رؤيا الأنبياء وحي؛ لثبات القلب، ولذلك قال - عليه السلام -: "إن عيني تنام ولا ينام قلبي" (¬3) وكذلك الأنبياء، قال تعالى: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات: 102].
وقول الملك: "أولوها له" يدل عل أن الرؤيا عل ما عبرت في النوم.
فصل:
وقوله: (سبقتم سبقًا بعيدًا) هو بضم السين مثل ضربت ضربًا.
فصل:
قوله: "وأنا النذير العريان" قال ابن السكيت: هو رجل من خثعم حمل عليه يوم ذي الخلصة عوف بن عامر، فقطع يده ويد امرأته (¬4). وقال الخطابي: إن النذير إذا كان علي مركب عال فبصر بالعدو نزع ثوبه ولاح به ينذر القوم، فسمي العريان (¬5).
¬__________
(¬1) "الصحاح"1/ 86 مادة (أدب).
(¬2) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" 5/ 452 (9769) وفي "جامع معمر" 11/ 57 (19900).
(¬3) سلف برقم (1147) أبواب التهجد، باب: إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه.
(¬4) "إصلاح المنطق" ص (323).
(¬5) "أعلام الحديث" 3/ 2251، ونصه فيه: معناه أن الربيئة إذا كان علي مرقب عالٍ، فبصر بالعدو، نزع [ثوبه] فألاح به ينذر القوم، فبقي عريانًا.

الصفحة 26