كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

في رواية: قَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ: "أَبُوكَ فُلَانٌ". وَنَزَلَتْ الآيَةَ السالفة [المائدة: 101].
وحديث المغيرة في النهي عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وإضاعة المال، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ .. الحديث.
وحديث أنس - رضي الله عنه - قال: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ- رضي الله عنه - قال: نُهِينَا عَنِ التَّكَلُّفِ.
وحديثه أيضًا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا: اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟ ".
وحديث ابن مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حَرْثٍ بِالْمَدِينَةِ، وَهْوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَسِيب، فَمَرَّ بنَفرٍ مِنَ اليَهُودِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا تَسْألُوهُ لَا يُسْمِعْكُمْ مَا تَكْرَهُونَ. فَقَامُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: يَا أَبَا القَاسِمِ، حَدِّثْنَا عَنِ الرُّوحِ. فَقَامَ سَاعَةً يَنْظُرُ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُوحَي إِلَيْهِ، فَتَأَخَّرْتُ عَنْهُ حَتَّي صَعِدَ الوَحْيُ، ثُمَّ قَالَ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85].
الشرح:
قد أسلف البخاري سبب نزول الآية من حديث أنس- رضي الله عنه -، وروي من طريق أبي هريرة - رضي الله عنه - أيضًا (¬1)، وقيل إنما نهي عن هذا؛ لأنه سبحانه أحب الستر علي عباده رحمة منه لهم، وأحب أن لا يقترحوا المسائل، وقال سعيد بن جبير: نزلت في الذين سألوا عن البحيرة والسائبة والوصيلة، ألا تري أنها بعدها (¬2). قال ابن عون: سألت نافعًا عن هذِه الآية،
¬__________
(¬1) رواه الطبري في "تفسيره" 5/ 83 (12806).
(¬2) رواه الطبري 5/ 85 (12816) وذكره النحاس في "معاني القرآن" 2/ 369.

الصفحة 35