كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

قال الجوهري: معنى (منك) هاهنا: عندك، تقديره: ولا ينفع (ذا الغني عندك غناه) (¬1) وإنما ينفعهم العمل بطاعتك (¬2).
والصحيح بقاء (من) على بابها، والمعنى: ولا ينفع ذا الغنى غناه إن أنت أردته بسوء أو أمر كما تقول: لا ينفعك مني شيء، ولا يغنيك مني إن أنا أريد أخذًا. قال أبو عبد الملك: وقد بناه العراقيون في شرح ذلك، فزعموا أنه بفتح الجيم، فذهب به بعضهم إلى أن جد الرزق والغنى لا ينفع من الله شيئًا فخطبوا فيه العشواء.
فصل:
ذكر هنا: أن المغيرة كتب به إلى معاوية، وفي "الموطأ" عن معاوية قال: سمعت هذِه الكلمات من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هذِه الأعواد وكان معاوية حينئذ على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3)، فيحتمل أن يكون معاوية سمع ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكتب به المغيرة إليه، وفيه من الطرف رواية صحابي عن صحابي.
فصل:
قد سلف الكلام في (قيل وقال) وإعرابه أيضًا، والمعني: أنها نهي عن كثرة الكلام والغالب عدم السلامة من المكثر لكلامه فيما لا يعنيه أولأنه يخالطه الكذب.
فصل:
وسلف هناك أيضًا نهيه عن إضاعة المال أنها على وجوه: وضعه في
¬__________
(¬1) في الأصل: (هذا الغني عندك غنا)، والمثبت من "الصحاح".
(¬2) "الصحاح" 2/ 452 مادة (جدد).
(¬3) "الموطأ" ص561 (8).

الصفحة 46