كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

الحديث، وقال هنا: "لست لها"، وفي موضع آخر: "لست هناكم" (¬1)، وأسقط هنا ذكر نوح وزاد فأقول: "أنا لها"، وزاد هنا فيقول: "يا رب أمتي أمتي" وليس (هو) (¬2) في أكثر الروايات، قال الداودي: ولا أراه محفوظًا؛ لأن الخلائق اجتمعوا واستشفعوا ولو كانت هذِه الأمة لم تذهب إلى غير نبيها، وأول هذا الحديث ليس متصلًا بآخره من قوله: "اشفع تشفع"، مع ذكر أكثر أمور (الآخرة) (¬3)،وإنما أتى فيه بأول الأمر وآخره، بقي فيه: لتذهب كل أمة مع من كانت تعبد (¬4). وبقي حديث النجوى، وحديث: يؤتي بجهنم (¬5)، وحديث ذكر الموازين والصراط وسائر الصحف، والخصام بين يدي الرب -جل جلاله-، وأكثر أمور يوم القيامة هي فيما بين أول هذا الحديث وآخره، وزاد: "فأقول: يا رب ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله"
وقوله: (لو مررنا بالحسن وهو متوارٍ) أي: مستتر.
وقوله: (هيه) هي كلمة استزادة للكلام، عن صاحب "العين" (¬6)، قال ابن التين: قرأناه بكسر الهاء من غير تنوين، ومعناه: زد من هذا الحديث، والهاء بدل من الهمزة كما أبدلت في هراق وأصله أراق.
وقال الجوهري عن ابن السري: إذا قلت: إيه يا رجل - يريد بكسر الهاء غير منونة- فإنما تأمره أن يزيدك من الحديث المعهود، كأنك
¬__________
(¬1) سلف برقم (4476، 6565، 7410).
(¬2) من (ص1).
(¬3) في (ص1): القيامة.
(¬4) سلف بنحوه برقم (4581)، ورواه مسلم (183) من حديث أبي سعيد الخدري.
(¬5) سيأتي برقم (7440).
(¬6) "العين" 4/ 103.

الصفحة 461