كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

فيه، ولذلك قال - عليه السلام -: "ليس الخبر كالمعاينة" (¬1).
فصل:
إن قلت: ما وجه الحكمة في لقاء الشارع الأنبياء في السموات دون عليين، والأنبياء مقرهم في ساحة الجنة ورياضها تحت العرش، ومن دونهم من العرش هناك، فما وجه لقائهم في سماء سماء؟ قلت: وجهه أنهم تلقوه كما يتلقى القادم، يتسابق (الناس) (¬2) إليه على قدر سرورهم بلقائه (¬3).
فصل:
قوله: (فرفعه -يعني: جبريل- عند الخامسة) قال: الداودي: رفعه بعد الخامسة ليس بثابت، والذي في الروايات: "أستحيي من ربي فنودي: أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي، وجعلت الخمسة بعشر أمثالها" (¬4).
وقوله: (ارجع إلى ربك فليخفف عنك) أيضًا، كذا وقع هنا بعد أن قال: (لا يبدل القول لدي) قال الداودي: هي لا تثبت؛ لأن الروايات تواطأت على خلافه، وما كان موسى ليأمره بالرجوع بعد أن قال الله لنبيه: (لا يبدل القول لدي) ولم يرجع بعد الخمس.
¬__________
(¬1) رواه أحمد 1/ 215، وابن حبان في "صحيحه" 14/ 96 (6213) والطبراني في "الأوسط" 1/ 12 (25) كلهم من حديث ابن عباس وقد تقدم تخريجه باستفاضة.
(¬2) من (ص1).
(¬3) "شرح ابن بطال" 10/ 510 - 511
(¬4) سلف بنحوه برقم (3887) كتاب: مناقب الأنصار، باب: المعراج، ورواه أحمد 4/ 207 - 208.

الصفحة 478