كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

من فعله (¬1).
فصل:
قد أسلفنا تفسير قوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29] مرفوعًا أنه يغفر ذنبا ويكشف كربًا ويجيب داعيًا، وعن ابن عباس - رضي الله عنه -: لله لوح محفوظ ينظر فيه كل يوم ستين وثلاثمائة نظرة (¬2) وذكر الحديث، وقال عمرو بن ميمون: من شأنه أن يميت حيًّا ويقر في
¬__________
(¬1) سبق أن قررنا أن الكلام صفة ثابتة لله -عَزَّ وَجَلَّ-، وهي صفة ذاتية باعتبار جنس الكلام، فعلية باعتبار آحاده فالله تعالى يتكلم كيف شاء، متي شاء، بما شاء، لمن شاء. وانظر التعليق المتقدم ص380، 186.
(¬2) رواه الطبري في "تفسيره" 11/ 592 (33013)، وأبو الشيخ في "العظمة" 2/ 492 - 493، والحاكم 2/ 475، 516 من طريق أبي حمزة الثمالي عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال أيضًا: صحيح الإسناد فإن أبا حمزة الثمالي لم ينقم عليه إلا الغلو في مذهبه فقط.
وقال الذهبي: اسم أبي حمزة ثابت، وهو واه بمرة.
ورواه الطبراني 10/ 260، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 325 - 326، والضياء في "المختارة"10/ 71 من طريق بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. قال الهيثمي في "المجمع" 7/ 191: رواه الطبراني من طريقين ورجال هذِه ثقات. وقال الألباني في تعليقه على "شرح الطحاوية": إسناده يحتمل التحسين؛ فإن رجاله كلهم ثقات غير بكير بن شهاب وهو الكوفي، قال فيه أبو حاتم: شيخ. ورواه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 305 من طريق عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه، عن ابن عباس مرفوعًا.
قال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد وابنه عبد الملك، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
ورواه أبو الشيخ في "العظمة" 2/ 496 من طريق أبي حمزة عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعًا.

الصفحة 505