كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)
46 - باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالاَتِهِ} [المائدة: 67]
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مِنَ اللهِ الرِّسَالَةُ، وَعَلَى رَسُولِهِ البَلاَغُ، وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ. وَقَالَ: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ} [الجن: 28] وَقَالَ: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي} [الأعراف: 62]. وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ حِينَ تَخَلَّفَ عَنِ رسول - صلى الله عليه وسلم -: {وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 94] [انظر: 4677].
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ عَمَلِ امْرِئٍ فَقُلِ: {اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105] وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ. وَقَالَ مَعْمَرٌ: {ذَلِكَ الكِتَابُ} (¬1) [البقرة: 2] هو هَذَا الْقُرْآنُ {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2] بَيَانٌ وَدِلاَلَةٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {ذَلِكُمْ حُكْمُ الله} [الممتحنة: 10] هَذَا حُكْمُ اللهِ {لاَ رَيْبَ} [البقرة: 2]: لاَ شَكَّ {تِلْكَ آيَاتُ} [لقمان: 2] يَعْنِي: هَذِهِ أَعْلاَمُ القُرْآنِ، وَمِثْلُهُ {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} [يونس: 22] يَعْنِي: بِكُمْ. وَقَالَ أَنَسٌ - رضي الله عنه -: بَعَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - خَالَهُ حَرَامًا إِلَى قَوْمِهِ، وَقَالَ أَتُؤْمِنُونِي أُبَلِّغُ رِسَالَةَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ. [انظر: 4091]
¬__________
(¬1) في الأصل: تلك آيات الكتاب، والمثبت من اليونينية، وسوف يوردها المصنف على ما أثبتناه عند حديثه على كلام معمر، فلعل ما في الأصل تحريف.
الصفحة 518