فصل:
وقول أبي رزين في {يَتْلُونَهُ}: يتبعونه، هو قول عكرمة. قال عكرمة: أما سمعت قول الله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)} [الشمس: 2] أي: تبعها، وقال قتادة: هؤلاء أصحاب نبي الله آمنوا بكتاب الله وصدقوا به، وأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وعملوا بما فيه.
وقال الحسن: يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ويكِلُون ما أشكل عليهم إلى عالمه (¬1). واستحسن بعضهم قول أبي رزين وقال: هو معروف في اللغة، واحتج (له) (¬2) بقوله:
قد جعلت دلوي تسكني (¬3) ... ....................
وبقول أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -: من يتبع الرسول يهبط به على رياض الجنة (¬4).
¬__________
(¬1) انظر أثر عكرمة وقتادة والحسن في "تفسيره ابن جرير" 1/ 568 - 569.
(¬2) من (ص1).
(¬3) كذا بالأصل: تسكني، وهو خطأ صوابه: تَسْتَتْليني كما في "معاني القرآن" للنحاس 3/ 292، و"زاد المسير" 4/ 28 بمعنى: تستتبعني.
وهو صدر بيت عجزه:
................... ... ولا أُريد تَبَعَ القَريْنِ.
وهو في "اللسان" 1/ 443 غير منسوب لقائل.
(¬4) رواه أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/ 267، و"فضائل القرآن" ص81 - 82، وسعيد بن منصور 1/ 49 (8)، وابن أبي شيبة 6/ 126 (30005)، و7/ 155 (34810)، والدارمي 4/ 2096 (3371)، وأبو نعيم 1/ 257، والبيهقي في "الشعب" 2/ 354 (2023) بلفظ: إن هذا لقرآن كائن لكم أجرًا وكائن عليكم وزرًا، فاتبعوا القرآن، ولا يتبعكم القرآن، فإنه من يتبع القرآنَ يهبط به على رياض الجنة، ومن يتبعه القرآن يزخ في قفاه حتى يقذف به في نار جهنم.
قال أبو عبيد: يزخ في قفاه أي: يدفعه.