كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

معنى الآية: ما تيسر على القلب حفظه من آياته وعلى اللسان من لغاته وإعراب حركاته كما فسره الشارع في هذا الحديث، فإن قلت: فإذا ثبت أن القرآن نزل على سبعة أحرف، فكيف ساغ للقراء تكثير (الآيات) (¬1) وإقراؤهم بسبعين رواية وأزيد (من مائة) (¬2)؟
الجواب: أن عثمان - رضي الله عنه - لما أمر بكتابة المصاحف التي بعث بها إلى البلدان أخذ كل إمام من أئمة القراء في كل أفق نسخة، فما انفك (له) (¬3) من سوادها وحروف مدادها مما وافق قراءته التي كان يقرأ، لم يمكنه مفارقته لقيامه في سواد (الخط) (¬4)، و (أنه) (¬5) كان عنده (فيه) (¬6) رواية إلى أحد من الصحابة مع أنه لم تكن النسخ التي بعث بها عثمان - رضي الله عنه - مضبوطة بشكل لا يمكن تعديه، ولا تحقيق هجاء بعض معانيه؛ إذ كانوا يسمحون في الهجاء بإسقاط الألف من كلمه لعلمهم بها استخفافًا (لكثرة) (¬7) تكريرها كألف العالمين والمساكين، وكل ألف هي في المصحف ملحقة بالهمزة.
قال يزيد الرقاشي: كان في المصحف: كانوا: كنوا وقالوا: قلوا، فزدنا فيها ألفًا. يريد جماعة القراء حين جمعهم الحجاج، وكذلك ما زادوا في الخط، وقد كان في المصحف (ماء غير يسن) فردها
¬__________
(¬1) كذا بالأصل، وفي "ابن بطال": الروايات.
(¬2) من (ص1).
(¬3) من (ص1).
(¬4) كذا بالأصل، وفي "ابن بطال": الحفظة.
(¬5) في الأصل: إن، والمثبت من "شرح ابن بطال".
(¬6) في الأصل: في.
(¬7) في الأصل: لثكرة، وهو خطأ.

الصفحة 559