(تحكم) (¬1) (المتأولين) (¬2) وتسلط أيدي الكائدين على تبديل حرف بحرام إلى حلال، وحلال بحرام، وكلمة عذاب برحمة، ورحمة بعذاب، ونهي بأمر، وأمر بنهي، وأما سوى ذلك مما هو جائز في كلام العرب من نصب وخفض ورفع بما لا (يحيل) (¬3) معنى ولا حرج فيه.
وقد روى البغوي: حدثنا محمد بن زياد: حدثنا (أبو) (¬4) شهاب الحناط (¬5)، حدثنا داود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: جلس ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بابه، فقال بعضهم: إن الله قال في آية كذا كذا، وقال بعضهم: لم يقل كذا، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنما فقئ في وجهه حب الرمان وقال: "أبهذا أمرتم؟ إنما ضلت الأمم في مثل هذا، انظروا ما أمرتم به فاعملوا به، وما نهيتم عنه فانتهوا" (¬6).
¬__________
(¬1) من (ص1)، وفي الأصل: حكم.
(¬2) في (ص1): المغالين.
(¬3) من (ص1)، وفي الأصل: (يحل).
(¬4) في الأصول: ابن، وهو خطأ والمثبت من مصادر ترجمته.
(¬5) هو عبد ربّه بن نافع الكناني، أبو شهاب الحفاظ الكوفي، نزيل المدائن، وهو الأصغر روى عن: داود بن أبي هند والثوري والأعمش وشعبة وغيرهم، روى عنه: سعيد بن منصور ومحمد بن زياد، وأبو نعيم الفضل بن دكين وغيرهم. انظر ترجمته في "التاريخ الكبير" 6/ 81، "تهذيب الكمال" 16/ 485 - 488.
(¬6) لم أقف عليه بهذا الإسناد، لكن رواه بلفظه أحمد 2/ 195 - 196، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (180) من طريق إسماعيل بن علية عن داود ابن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
ورواه ابن ماجه (85)، وأحمد 2/ 178 من طريق أبي معاوية.
ورواه أحمد 2/ 196، وابن أبي عاصم في "السنة" 1/ 177 (406)، والطبراني في "الأوسط" 2/ 79 (1308)، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (177)، وابن بطه =