كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

وروى محمد بن إسحاق: أن هذا القول في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - (¬1)، ومعنى اليسرى: للحال اليسرى، وقوله: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ}. هو أبو سفيان (¬2).
فصل:
لا بأس أن نذكر طرفًا مما أسلفناه على حديث عمر مع هشام - رضي الله عنهما - السالف في الباب قبله.
قال بعض العلماء: الخلاف الذي وقع بينهما غير معلوم، وقيل: ليس في السورة عند القراء اختلاف فيما ينتقص فيها من كتب المصحف سوى قوله تعالى: {وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا} [الفرقان: 61] وقرئ: (سرجًا) (¬3) على أنه جمع سراج وباقي ما فيها من اختلاف القراءة لا يخالف خط المصحف.
فصل:
مما أسلفنا هناك من الأحرف السبعة: القراءات، قاله الخليل (¬4). أو سبعة أنحاء كل نحو منها جزء من أجزاء القرآن لا نحا غيره (¬5)، وذهبوا إلى [أن] (¬6) كل حرف منها صنف من الأصناف نحو قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ} [الحج: 11] أي: نوع من
¬__________
(¬1) "السيرة" لابن إسحاق ص171 - 172.
(¬2) رواه عبد بن حميد، وابن مردويه، وابن عساكر كما في "الدر المنثور" 6/ 605 من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
(¬3) "الحجة للقراء السبعة" لأبي الحسن الفارسي 8/ 347، "الكشف عن وجوه القرآت السبع" لمكيِّ 2/ 146.
(¬4) انظر: "البرهان في علوم القرآن" 1/ 214.
(¬5) كذا بالأصل.
(¬6) زيادة يقتضيها السياق.

الصفحة 566