كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

دليل، (لأن) (¬1) عمر - رضي الله عنه - قرشي عدوي، وهشام بن حكيم قرشي أسدي، ومحال أن ينكر عمر لغته، كما محال أن يقرئ أحدًا بغير ما يعرفه من لغته.
والأحاديث الصحاح بمثل خبر عمر - رضي الله عنه -. وقالوا: معنى سبعة أحرف. أي: أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أقبل (¬2) وتعال وهلم (¬3).
وذكر الشيخ أبو الحسن في "تمهيده ": إجازة مالك القراءة بما روي عن عمر - رضي الله عنه -: (فامضوا إلى ذكر الله)، ولم يقرأه أحد من القراء الذين ذكرهم ابن مجاهد، ثم قال: ليس معنى قول مالك هذا الإطلاق أن تتخذ القراءة، (بهذا) (¬4) سنة. إنما معناه: لاحرج على من قرأ بشيء وقد قرأ به.
وقيل: أراد مالك لا بأس أن يقرأ الإمام على المعنى ليبين معنى {فَاسْعَوْا}.
وقيل: إنما جاز لهم ذلك في وقت خاص (للضرورة) (¬5)؛ وذلك أنه كان يشق على من له لغة أن يتحول عنها، فوسع لهم اختلاف اللفظ مع اتفاق المعنى حتى كثر من كتب منهم، وعادت لغاتهم إلى لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارتفع حكم السبعة الأحرف (¬6).
¬__________
(¬1) في الأصل: أن، والمثبت يقتضيه السياق.
(¬2) في الأصل: (بل) والمثبت من "التمهيد".
(¬3) انظر: "التمهيد" 8/ 281.
(¬4) في الأصل: فهذا، والمثبت هو المناسب للسياق.
(¬5) من (ص1) وبيض لها في الأصل.
(¬6) انظر: "التمهيد" 8/ 294.

الصفحة 568