كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

وقال لِي خَلِيفَةُ: ثَنَا مُعْتَمِرٌ قال: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "لَمَّا قَضَي اللهُ الخَلْقَ كَتَبَ كتَابًا عِنْدَهُ: غَلَبَتْ -أَوْ قَالَ: سَبَقَتْ- رَحْمَتِي غَضَبِي. فَهْوَ عِنْدهُ فَوْقَ العَرْشِ".
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا مُعْتَمِرٌ، قال سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: ثَنَا قَتادَةُ، أَنَّ أَبَا رَافِح حَدَّثَ أَنَّهُ سمع أبا هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "إنِّ اللهَ كَتَبَ كتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ: إِنَّ رَحْمتي سَبَقَتْ غَضَبِي. فَهْوَ مَكْتُوبٌ عِنْدةُ فَوْقَ العَرْشِ".
الشرح:
قوله: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21)} [البروج: 21] أي: كريم على الله، وقرأ محمد البناني بخفض {مَجِيدٌ} أي: قرآن رب مجيد، وقيل: معنى {مَجِيدٌ}: أحكمت آياته وبينت وفصلت.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: خلق الله اللوح المحفوظ من درة بيضاء، دفتاه ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، ينظر الله (إليه) (¬1) كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة يحيى في كل نظرة ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء في لوح محفوظ وهو أم الكتاب عند الله (¬2).
وقرأ نافع (محفوظ) بالرفع على أنه نعت لقرآن، المعنى: بل هو قرآن مجيد محفوظ، وقرأه غيره بالخفض بعد اللوح.
وقوله: {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2)} [الطور: 1 - 2] قيل: الطور جبل بالشام.
¬__________
(¬1) زيادة يقتضيها السياق.
(¬2) سبق تخريجه، في أثناء شرحه لباب: كل يوم هو في شأن.

الصفحة 571