وأثر قتادة أخرجه عبد الرزاق (¬1) عن معمر عنه، وفي بعض نسخ البخاري قال: يسطرون. يكتبون في أم الكتاب، والكتاب: القرآن في أيدي السفرة، قاله الحسن.
وقال الزجاج: الكتاب ههنا على ما أثبت علي بني آدم من أعمالهم (¬2).
وقوله: {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} جملة الكتاب وأصله. هذا قول قتادة (¬3)، ونظيره: إنه لقرآن مجيد في لوح محفوظ، وقيل: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ} يعني ما قدر من الخير والشر.
وأثر ابن عباس - رضي الله عنهما - أخرجه علي بن أبي طلحة الشامي في "تفسيره" عنه (¬4)، وما ذكره في {يُحَرِّفُونَ} هو رأيه وهو أحد القولين (¬5) وتجويز أصحابنا الاستنجاء بأوراق التوراة والإنجيل معللين بتبديلهما يخالفه.
¬__________
(¬1) عبد الرزاق في "تفسير القرآن العزيز" 2/ 199 (2998).
(¬2) انظر: "زاد المسير" 8/ 46.
(¬3) رواه ابن جرير في "تفسيره" 11/ 166.
(¬4) "صحيفة عليّ بن أبي طلحة" ص462 (1186).
(¬5) ورد في هامش الأصل: ولابن القيم في المسألة ثلاثة أقوال في "إغاثة اللهفان" ونقل هذا المذهب عن البخاري واختيار الرازي وطائفة أخرى من أهل الحديث والفقه والكلام. ثم قال: وسمعت شيخنا -يعني: ابن تيمية- يقول: وقع النزاع في هذِه المسألة بين بعض الفضلاء وبين غيره فاختار هذا المذهب فأنكر عليه فأحضر لهم خمسة عشر نقلا، إلى أن قال ابن القيم: وتوسطت طائفة ثالثة فقالوا: وزيد فيها وغُيرِّ ألفاظ يسيرة ولكن أكثرها باق، وممن اختار هذا القول شيخنا. يعني: ابن تيمية أبا العباس.
[انظر: "إغاثة اللهفان" 2/ 352 - 354].