كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

وقوله: ("مروا أبا بكر فليصل بالناس") ذم عائشة - رضي الله عنها - لتعمقها في المعاني التي خشيتها من مقام أبيها في مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما روي عنها أنها قصدته بذلك، وقد سلف في الصلاة (¬1) وذمه حفصة أيضًا؛ لأنها أدخلتها في المفاوضة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وكذلك كراهيته - عليه السلام - لمسائل اللعان وعيبه لها في نص الباب، وأنه خشي أن ينزل من القرآن ما يكون تضييقًا فنزل فيه اللعان وهو وعيد عظيم وسبب إلى عذاب الآخرة لمن أراد تعالى إنفاذه عليه.
وحديث العباس وعلي - رضي الله عنهما - يئول ما ذم من تنازعهما إلى انقطاع الرحم التي بينهما بالمخاصمة في هذا المال الموقوف لا سيما بعد أن قص عليهما عمرو - رضي الله عنه - حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ينههما عن طلب هذا الوقف ليلياه كما كان يليه الخليفة من توزيعه وقسمته حيث يحب وانفرادهما بالحكم فيه، وقد سلف معناه واضحًا في آخر الجهاد، فرض الخمس (¬2).
فصل:
معني: ("يطعمني ربي ويسقيني"). قيل حقيقة، والأصح يعطى قوتهما فيحصل له الري والشبع ويكون بمنزلة من تناولهما.
والآَجُرُّ في حديث [علي] ممدود مشدد الراء ما يبنى به فارسي معرب، ويقال: آجور على فاعول.
وقول علي - رضي الله عنه -: (ما عندنا ..) إلى آخره قاله؛ لأن الروافض تزعم أنه - عليه السلام - أسر إليه، وأنهم كتبوا كتابًا يقال له: الجَفْر علم ما يكون، وأنه
¬__________
(¬1) سلف برقم (664) كتاب: الأذان، باب: حد المريض أن يشهد الجماعة.
(¬2) سلف برقم (3094) كتاب: فرض الخمس.

الصفحة 58