كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

خصهم بذلك دون الناس فأكذبهم علي - رضي الله عنه -، وبعض الرواة تزيد فيما ذكر في الصحيفة على بعض، ويقول كل واحد ما حفظ.
وقوله: ("المدينة حرم ما بين عَيْر إلى كذا") جاء في حديث آخر: " إلى ثور" (¬1)، والمراد ما بين لابتيها، كما صرح به في موضع آخر (¬2).
والصرف: الاكتساب أو الحيلة من قولهم: يتصرف في الأمور. أي: يحتال فيها، ومنه قوله: فلا تستطيعون صرفًا ولا نصرًا (¬3)، أو التوبة أو النافلة أو الفريضة أو الوزن، أقوال.
والعَدْلُ: الفدية من قوله تعالى: {وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} [البقرة: 48] أو الكيل أو الفريضة أو النافلة، وقد سلف ذلك.
("وأخفر"): نقض العهد يقال: أخفرت الرجل نقضت عهده وأخفرته أيضًا جعلت معه خفيرًا.
فصل:
قوله: "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه".
قال الداودي: التنزه عما ترخص به الشارع من أعظم الذنوب؛ لأن هذا يرى نفسه أتقى في ذلك من رسوله وهذا إلحاد.
وقوله: "أعلمكم بالله". واحتج به من قال: إن العلم إذا وقع من طرق كان من وقع له أعلم ممن وقع له من طريق واحد، وهذا أصل اختلف فيه أهل الأصول.
¬__________
(¬1) سلف برقم (6755).
(¬2) سلف برقم (1869).
(¬3) هكذا بالأصل، ولعله يقصد قوله تعالى: {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا} [الفرقان: 19].

الصفحة 59