كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

لأعين العاملين؛ ليكونوا على أنفسهم شاهدين قطعًا لحجتهم، وإبلاغًا في إنصافهم عن أعمالهم الحسنة، وتبكيتًا لمن قال: إن الله لا يعلم كثيرًا مما يعملون، ونقضًا عليهم (لأعمالهم) (¬1) المخالفة لما شرع (لهم) (¬2)، وبرهانًا على عدله على جميعهم، وأنه لا يظلم مثقال (ذرة) (¬3) من خردل حتى يعترف كل بما قد نسيه من علمه، ويميز ما عساه قد احتقره من فعله، ويقال له عند اعترافه: {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14].
فصل:
وقول البخاري: (ويقال: القسط (مصدر) (¬4) المقسط)، إنما أراد المصدر المحذوف الزوائد، كالقدر مصدر قدرت إذا حذفت زوائده، قال الشاعر:
..................... ... وإن يهلك فذلك كان قدري (¬5).
يعني تقديري، محذوف الزوائد ورده إلى الأصل، ومثله كثير، وإنما تحذف زوائد المصادر ليرد الكلام إلى أصله ويدل عليه. ومصدر المقسط الجاري على فعله: الإقساط.
وقال الإسماعيلي: أقسط إذا عدل وقسط إذا جار، وهما يرجعان إلى معنى متقارب؛ لأنه يقال: عدل عن كذا إذا مال عنه، وكذلك قسط إذا عدل عن الحق، وأقسط كأنه لزم القسط وهو العدل.
¬__________
(¬1) من: (ص1).
(¬2) من: (ص1).
(¬3) في (ص1): حبة.
(¬4) في (ص1): مقتدر.
(¬5) عجز بيت صدره: فإن يبرأ فلم أَنْفِثْ عليه. انظر: "المفضليات" ص71.

الصفحة 590