كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 33)

فصل:
وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - سلف في الأدعية وهو دال على أن تسبيح الله وتقديسه من أفضل النوافل وأعظم الذخائر عنده تعالى، ألا ترى قوله: "حبيبتانِ إلى الرَّحمن" ووجهه أن التسبيح لما كان معناه: التنزيه والإبعاد عما ينسب إليه مما لا ينبغي من صاحبة وولد وشريك كان حبيبًا إليه.
وثبت في "صحيح مسلم"، "ومسند أحمد"، و"الأدب" للبخاري، والنسائي في "اليوم والليلة" والترمذي وقال: حسن صحيح عن أبي ذر رضا الله عنه قلت: يا رسول الله، أي الكلام أحب إلى الله تعالى؟ قال: "ما اصطفاه الله لملائكته، سبحان الله وبحمده. ثلاثًا نقولها".
ولفظ النسائي في "اليوم والليلة": "سبحان الله وبحمده" (¬1).
وروينا في "مسند أحمد" عن ابن مهدي، حدثنا إسرائيل، عن أبي سنان، عن أبي صالح الحنفي، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله اصطفى من الكلام أربعًا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال: سبحان الله كتب الله له عشرين حسنة أو حط عنه عشرين سيئة، ومن قال: الله أكبر فمثل ذلك، ومن قال: لا إله إلا الله فمثل ذلك، ومن قال: الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتب الله له ثلاثين حسنة أو حط عنه ثلاثين سيئة" (¬2).
ورواه النسائي في "اليوم والليلة" عن عمرو بن عليّ، عن ابن
¬__________
(¬1) مسلم (2731) كتاب: الذكر والدعاء، باب: فضل سبحان الله وبحمده، والترمذي (3593)، وأحمد 5/ 148، والبخاري في "الأدب المفرد" (638)، النسائي في "عمل اليوم والليلة" (830).
(¬2) أحمد 2/ 302 وقال الهيثمي في "المجمع"، 10/ 78: رجاله رجال الصحيح.

الصفحة 591