كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 34)

3830 - عبد الرحمن بن شبيب الفزاري كان بدمشق عينا (1) لعلي بن أبي طالب له ذكر في الأخبار أخبرنا أبو غالب احمد وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي قالا انا أبو جعفر بن المسلمة انا أبو طاهر المخلص نا احمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه (2) ان ابن غزية الأنصاري ثم النجاري قدم على علي بن أبي طالب من مصر وقدم عبد الرحمن بن شبيب الفزاري عليه من الشام وكان عينه بها فأما الأنصاري فكان مع محمد بن أبي بكر فحدثه بما رأى وعاين من هلاك محمد بن أبي بكر وحدثه الفزاري انه لم يخرج من الشام حتى قدمت البشراء (3) من قبل عمرو بن العاص نترى يتبع بعضها بعضا بفتح مصر وقتل محمد بن أبي بكر حتى أذن معاوية بقتله على المنبر وقال له ما رأيت يا أمير المؤمنين قوما قط أسر ولا سرور قوم قط اظهر من شئ رأيته بالشام حتى اتاهم هلاك محمد بن أبي بكر فقال له علي اما ان حزننا على قتله على قدر سرورهم به لا بل يزيد أضعافا وحزن على على محمد بن ابي بكر حزنا رئي في وجهه وتبين فيه وقام في الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال الا ان مصر أصبحت قد افتتحت الا وان محمد بن أبي بكر قد أصيب رحمه الله وعند الله نحتسبه اما والله ان كان ما علمت لممن ينتظر (4) القضاء ويعمل للجزاء ويبغض شكل الفاجر ويحب هدى المؤمن والله ما ألوم نفسي في تقصير ولا عجز اني بمقاساة الأمور (5) الحروب لجد خبير واني لأتقدم في الأمر فأعرف وجه الحزم فأقول فيكم بالرأي المصيب فأستصرخ معلنا واناديكم نداء المستغيث لا تسمعون لي قولا ولا تطيعون لي أمرا حتى تصيرني (6) الأمور الى عواقب المساءة وانتم اليوم لا تدرك بكم الأوتار ولا يشفى بكم الغل (7) دعوتكم الى غياث
_________
(1) رسمها واعجامها مضطربان بالاصل وم وقد تقرأ " عبدا " والمثبت عن المطبوعة والمختصر 14 / 265
(2) راجع الخبر في تاريخ الطبري 5 / 108
(3) بالاصل وم: البشرى والمثبت عن تاريخ الطبري
(4)) عن م وبالاصل: ينظر
(5) " الامور " ليست في م والمطبوعة
(6) كذا بالاصل وم وفي الطبري المطبوعة: " تصير بي "
(7) الاصل: " العلا " والمثبت عن م وفي الطبري: فأنتم القوم لا يدرك بكم الثأر ولا تنقض بكم الاوتار

الصفحة 431