115
- أمير المدينة المنورة، ومكة المكرمة، والطائف، في خلافة العباس السفاح، وأبي جعفر المنصور في سنة 133هـ (1).
كان اسم جده عبد الحجر بن عبد المدان، سمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وهو ابن أخت العباس السفاح، ولي الحرمين للسفاح ثم لأبي جعفر المنصور من بعده وعزله أبو جعفر المنصور مرة ثم أعاده مرة ثانية إلى أن عزله في سنة 142هـ وتفصيل ذلك: عُزل عن مكة والطائف واليمامة سنة 135هـ بالعباس بن عبد الله بن معبد، ولا ندري هل ظل على المدينة وهو الأرجح أنه ظل عليها بدليل أن النص ورد بالحرف: عمل عن مكة والطائف واليمامة، فذلك صريح بأنه بقي على المدينة وأعيد إلى مكة والطائف في سنة 136هـ أو 137هـ حتى سنة 142هـ، ولا نعرف أسباب عزله في المرة الثانية وذلك أنه طلب منه قتل أبي محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، وكان شيخ بن أمية فقتله، وطلب منه حبس عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فحبسه. ولكن لم يشدد عليه الحبس كما أمر أبو جعفر بذلك، وأعاد الطلب عليه بأن يقتله فأبى، فعزله، وأغرمه ثمانين ألف دينار ثم قتله بالسم في الري في سفر سافرها مع المهدي ابن أبي جعفر المنصور، وروي عنه أنه صاح في مسجد مكة بالناس، من له مظلمة فتقدم أعرابي من أهل الحرث (2) فقال: إن بقرة لجاري نطحت ابناً لي فمات، قال لكاتبه: ما ترى؟ قال: تكتب إلى أمير المؤمنين، فكتب، مر ابن جريج (3)، فسأله، فقال: ليس له شيء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "العجماء جُرحها جُبار" فقال لكتابه شق الكتاب، فتعجب الأعرابي من ذلك، فقال له: لا تَغْرَّنَ بي ولا بكاتبي، فوالله ما بين جبليها أجهل
__________
تاريخ دمشق ج8 ص70، التحفة اللطيفة ج2 ص89 ت1348، نوادر المخطوطات، أسماء المغتالين ج2 ص207، شفاء الغرام ج2 ص278، الكامل في التاريخ ج5 ص187، فوات الوفيات ج1 ص198، تاريخ ابن خلدون مجلد 3 ص401، تاريخ الإسلام ص344، حوادث سنة 133.
1 - العقد الثمين ج4 ص454، التحفة اللطيفة ج2 ص89، نسب قريش ص131، تاريخ الطبري ج7 ص460.
2 - أهل الحرث: أهل الفرحة والزراعة.
3 - ابن جريح: أحد كبار الفقهاء في عصره.